ما هو تداول العقود مقابل الفروقات (CFD)؟ كل ما تحتاج إلى معرفته بشرح مبسّط
قد تبدو تداولات العقود مقابل الفروقات معقدة للوهلة الأولى، خاصة إذا كنت جديدًا في عالم الاستثمار والأسواق المالية. لكن لا تقلق، فالفكرة بسيطة جدًا! العقود مقابل الفروقات هي مجرد وسيلة أخرى للتداول تتميز بالمرونة والسرعة وتوفر فرصًا متعددة (ومخاطر أيضًا). في هذا الدليل، سنشرحها لك بلغة واضحة وسهلة.
شرح مبسط لتداول العقود مقابل الفروقات
لنبدأ من الأساسيات. CFD هي اختصار لـ "عقد مقابل الفروقات" (Contract for Difference)، وهو تمامًا كما يبدو من اسمه: عقد بينك وبين شركة الوساطة لتبادل الفرق في سعر أصل معين بين وقت فتح الصفقة ووقت إغلاقها.
أنت لا تشتري الأصل فعليًا، بل تقوم فقط بالمضاربة على ما إذا كان السعر سيرتفع أو ينخفض. هذا يعني أنك لا تملك الأصل الحقيقي مثل السهم أو العملة أو السلعة التي تتداول بها. كل الأمر يتعلق بحركة السعر. إذا تحرك السعر في الاتجاه الذي توقعته، فإنك تربح الفرق. وإذا لم يحدث ذلك، فإنك تتحمّل الخسارة ببساطة. أفضل ما في تداول العقود مقابل الفروقات (CFD) هو أنه يتيح لك التداول في مجموعة واسعة من الأصول دون الحاجة إلى امتلاكها فعليًا أو تخزينها. وهذا ما يجعله سريعًا، مرنًا، ومفضّلًا لدى المتداولين على المدى القصير.
- الآن بعد أن عرفت ما هو العقد مقابل الفروقات (CFD)، دعنا نرى كيف يعمل فعليًا في الحياة الواقعية. تبدأ باختيار السوق الذي ترغب في التداول فيه — قد يكون الذهب، أو أسهم تسلا، أو مؤشر S&P 500 مثلًا. ثم تقرر ما إذا كنت تعتقد أن السعر سيرتفع أم سينخفض. إذا كنت تتوقع أن السعر سيرتفع، فإنك تفتح صفقة شراء (buy). وإذا كنت تتوقع أن السعر سينخفض، فإنك تفتح صفقة بيع (sell). عند إغلاق الصفقة، يتم حساب الربح أو الخسارة بناءً على مدى تحرك السعر في الاتجاه الذي اخترته.
جميل في هذا النوع من التداول هو أنك تستطيع الاستفادة من الأسواق سواء كانت صاعدة أو هابطة. لست مضطرًا للانتظار حتى ترتفع قيمة الأصل لتحقق عائدًا. وهذا من أهم الأسباب التي تجعل المتداولين يُقبلون على تداول العقود مقابل الفروقات (CFDs).
ما الذي يمكنك تداوله من خلال العقود مقابل الفروقات (CFDs)؟
من أبرز مزايا تداول العقود مقابل الفروقات (CFDs) هو التنوع الكبير الذي يقدّمه. فمن خلال حساب تداول واحد فقط، يمكنك الوصول إلى مجموعة واسعة من الأسواق حول العالم، دون الحاجة إلى فتح حسابات متعددة أو التعامل مع منصات مختلفة. يمكنك تداول أي نوع من الأصول التي ترغب بها، مثل:
- الأسهم (مثل Apple، Amazon، Tesla وغيرها)
- المؤشرات (مثل S&P 500، NASDAQ، وغيرها)
- السلع (كالذهب، النفط، الفضة، القهوة، والمزيد)
- العملات (الفوركس) (مثل EUR/USD، GBP/JPY، وغيرها)
- العملات الرقمية (مثل Bitcoin، Ethereum، وغيرها)
- صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) (للحصول على تعرض أوسع للقطاعات أو المناطق)
هذا النوع من الوصول يمنحك قدرًا كبيرًا من المرونة. هل ترغب في تداول النفط أثناء أزمة في الإمدادات؟ أو بيع أسهم التكنولوجيا خلال تراجع السوق؟ العقود مقابل الفروقات (CFDs) تجعل كل ذلك ممكنًا.
لماذا يتداول الناس العقود مقابل الفروقات (CFDs)؟
تداول العقود مقابل الفروقات (CFDs) لا يقتصر فقط على سهولة الوصول إلى الأسواق، بل يتميّز أيضًا بالمرونة والسرعة. يجذب هذا النوع من التداول المتداولين لأنه يتيح لهم الاستفادة من تحركات الأسعار على المدى القصير، سواء كانت صاعدة أو هابطة. بالإضافة إلى ذلك، لا تحتاج إلى رأس مال كبير لبدء التداول. وفيما يلي بعض الأسباب الأخرى التي تجعل الناس يختارون تداول العقود مقابل الفروقات:
- الربح في الأسواق الصاعدة والهابطة — تعتقد أن السعر سينخفض؟ افتح صفقة بيع ! تعتقد أنه سيرتفع؟ افتح صفقة شراء ! . لستَ مقيدًا باتجاه صاعد فقط.
- الرافعة المالية تعزّز قدرتك الشرائية — باستخدام الرافعة المالية، يمكنك التحكم في مركز تداول كبير باستثمار صغير نسبيًا. لكن كن حذرًا — فالرافعة تعمل في الاتجاهين.
- كل شيء في مكان واحد — الأسهم، الفوركس، الذهب، العملات الرقمية — كلها متاحة على منصة واحدة، بحساب واحد. الأمر سهل وفعّال.
- عوائق دخول منخفضة — يمكنك البدء بمبلغ بسيط، ووسیط إکس شیف يوفر تطبيق ومنصة سهلة الاستخدام.
هذه المزايا هي ما يجعل تداول العقود مقابل الفروقات (CFDs) جذابًا للعديد من المتداولين. ولكن، لا تخلو من بعض المخاطر أيضًا.
إذًا، ما هي المخاطر؟
يمكن أن يكون تداول العقود مقابل الفروقات (CFDs) مشوّقًا ومربحًا. لكن في الوقت نفسه، يحمل بعض الجوانب السلبية. في الواقع، نفس العوامل التي تجعله جذّابًا يمكن أن تؤدي إلى خسائر سريعة إذا لم تكن حذرًا بما فيه الكفاية. إليك أبرز المخاطر التي يجب أن تضعها دائمًا في اعتبارك:
- الرافعة المالية تضخّم الخسائر كما تضخّم الأرباح — إذا تحرك السوق ضدك، فقد تتراكم الخسائر بسرعة، حتى لو كنت قد استثمرت مبلغًا صغيرًا فقط.
- التقلّبات قد تكون عنيفة — الأسواق قد تشهد تقلبات حادة نتيجة الأخبار أو تقارير الأرباح أو البيانات الاقتصادية، وهذه التحركات يصعب توقّعها أو السيطرة عليها.
- قد تخسر أكثر من إيداعك الأولي — حسب الوسيط والمنطقة التي تتداول منها، قد تكون مسؤولًا عن خسائر تتجاوز رصيد حسابك.
- طلب الهامش (Margin Calls) — إذا تحركت الصفقة ضدك، قد يُطلب منك إيداع أموال إضافية للحفاظ على مركزك مفتوحًا، وإلا قد يقوم الوسيط بإغلاقه تلقائيًا.
من الضروري جدًا تعلُّم إدارة المخاطر قبل البدء. وضع أوامر إيقاف الخسارة، وحساب حجم المركز، ومعرفة الوقت المناسب للانسحاب – جميعها مهارات أساسية لا غنى عنها.
كيف تعمل الرافعة المالية؟
الرافعة المالية هي واحدة من أبرز ميزات تداول العقود مقابل الفروقات (CFD)، لكنها أيضًا من أخطرها. فهي تتيح لك فتح صفقات أكبر بكثير من رصيد حسابك الفعلي. بمعنى آخر، أنت تقترض المال من وسيطك لتقوم برهان أكبر. على سبيل المثال، إذا كان وسيطك يقدم رافعة مالية بنسبة 1:10، فهذا يعني أنه مقابل كل دولار واحد تودعه، يمكنك تداول ما قيمته 10 دولارات من الأصول. فبإيداع 500 دولار فقط، يمكنك التحكم في صفقة بقيمة 5,000 دولار. إذا تحرك السوق لصالحك، فإن أرباحك ترتفع. ولكن إذا تحرك السوق ضدك، فإن الخسائر تتضخم أيضًا. عند استخدام الرافعة بحكمة، يمكن أن تعزز من عوائدك. أما إذا تم استخدامها بتهور، فقد تؤدي بسرعة إلى تصفير حسابك بالكامل. إذا كنت مبتدئًا، فمن الأفضل أن تبدأ برافعة منخفضة أو بدون رافعة على الإطلاق حتى تكتسب الخبرة وتفهم آليات التداول جيدًا.
ما هي تكلفة تداول العقود مقابل الفروقات (CFDs)؟
قد لا يتطلب تداول العقود مقابل الفروقات (CFD) دفع عمولات على كل صفقة، لكن هذا لا يعني أنه خالٍ تمامًا من التكاليف. من المهم أن تفهم كيفية عمل الرسوم حتى تتجنب أي مفاجآت غير متوقعة. إليك أبرز التكاليف المرتبطة بهذا النوع من التداول:
- فرق السعر (السبريد) – هو الفارق البسيط بين سعر الشراء وسعر البيع، ويُعتبر الطريقة الأساسية التي يربح بها الوسطاء من كل صفقة.
- رسوم التبييت (التمويل الليلي) – إذا أبقيت صفقة مرفوعة ماليًا مفتوحة طوال الليل، قد تُفرض عليك رسوم فائدة يومية.
- العمولة – بعض الوسطاء يفرضون عمولات على أنواع معينة من العقود مقابل الفروقات (CFD).
- رسوم عدم النشاط – إذا تركت حسابك غير نشط لفترة طويلة، قد يتم فرض رسوم عليك.
هذه التكاليف قد تؤثر على أرباحك، خصوصًا إذا كنت تتداول بشكل متكرر. لذلك، من الضروري دائمًا مراجعة هيكل الرسوم لدى الوسيط قبل فتح حساب أو بدء التداول.
دعنا ننتقل إلى مثال عملي: تخيل أنك تتوقع ارتفاع أسعار الذهب بسبب المخاوف من التضخم.
- يتم تداول الذهب حاليًا بسعر 2,000 دولار للأونصة.
- قوم بفتح صفقة شراء (Long) لـ 5 عقود CFD على الذهب.
- بعد أسبوع، يرتفع سعر الذهب إلى 2,050 دولارًا للأونصة.
- تقوم بإغلاق الصفقة عند هذا السعر.
في هذا المثال، سيكون ربحك كالتالي: $50 (حركة السعر) × 5 (عقود) = $250. لكن ماذا لو انخفض سعر الذهب إلى $1,950 بدلًا من أن يرتفع؟ عندها ستكون الخسارة: $50 × 5 = $250 خسارة. الآن، لنفترض أنك استخدمت رافعة مالية بنسبة 1:10. هذا يعني أنك لم تكن بحاجة سوى إلى $1,000 في حسابك لفتح صفقة بقيمة $10,000 . ولكن يجب أن تلاحظ أن الربح أو الخسارة تُحسب على كامل قيمة الصفقة ($10,000)، وليس فقط على المبلغ الذي أودعته ($1,000) . وبالتالي، الرافعة المالية تضاعف تأثير تحركات السوق سواء كانت لصالحك أو ضدك.
الفرق بين تداول العقود مقابل الفروقات (CFD) وشراء الأسهم التقليدي:
إذن، كيف يقارن تداول العقود مقابل الفروقات (CFD) بشراء الأسهم بالطريقة التقليدية؟ دعنا نشرح الأمر ببساطة. شراء الأسهم يشبه أن تصبح شريكًا جزئيًا في الشركة. أنت تملك الأسهم فعليًا، وقد تحصل على أرباح توزيعات (dividends)، وعادةً ما تهدف إلى نمو طويل الأجل في قيمة الاستثمار. أما تداول العقود مقابل الفروقات، فهو أشبه بالمراهنة على ما إذا كان سعر السهم سيرتفع أو ينخفض خلال فترة قصيرة. هنا لا تملك السهم فعليًا، بل تتداول على تحركات السعر لتحقيق أرباح سريعة.
- العقود مقابل الفروقات (CFDs) توفر السرعة والمرونة — يمكنك فتح صفقات شراء (Long) أو بيع (Short) . يمكنك التداول بالهامش (الرافعة المالية). كما يمكنك الدخول والخروج من السوق بسرعة.
- الأسهم توفر الاستقرار والملكية — أنت تملك فعليًا جزءًا من الشركة. عادةً ما يكون هناك مخاطرة أقل، لكن فرص الربح السریعة تكون أقل أيضًا.
إذا كنت تهدف للاستثمار طويل الأجل وتفضل نهجًا أبطأ وأكثر استقرارًا، فقد تكون الأسهم الخيار الأنسب لك.أما إذا كنت تفضل التداول السريع والمضاربة على تحركات السوق، فقد تناسبك عقود الفروقات (CFDs) بشكل أفضل.
هل يجب عليك تجربة تداول العقود مقابل الفروقات (CFD)؟
بالطبع، تداول العقود مقابل الفروقات (CFD) ليس مناسبًا للجميع. فهو سريع الحركة، ينطوي على مخاطر عالية، ويتطلب وقتًا لإتقان مهاراته. لكن في المقابل، يمكن أن يكون ممتعًا ومرنًا ومجزيًا إذا تعلمت كيفية إدارة المخاطر بشكل صحيح. قد تفكر في تجربته إذا:
- أنت مهتمّ بحركات السوق السریعة وقصیرة الأجل.
- ترغب في الوصول إلى الأسواق العالمية من حساب واحد.
- أنت على دراية بالمخاطر وتقلبات السوق وتتقبلها.
- لديك الوقت الكافي للدراسة، الممارسة، والتطوير.
أفضل طريقة للبدء؟ جرّب حساب تجريبيًا. ستتعرف على منصة التداول واستراتيجياتها دون مخاطرة بأموال حقيقية.
الأسئلة الشائعة
نعم! العديد من الوسطاء يسمحون لك بالبدء بمبلغ 100 إلى 200 دولار فقط.
ليس تمامًا. تداول العقود مقابل الفروقات محظور على المستثمرين الأفراد في الولايات المتحدة. ومع ذلك، فهو قانوني ومنظم في المملكة المتحدة وأوروبا وأستراليا والعديد من الدول الأخرى.
في بعض الحالات، نعم، خصوصًا عندما يكون هناك استخدام للرافعة المالية. ولهذا السبب، يبحث العديد من المتداولين عن وسطاء يقدّمون حماية من الرصيد السلبي، والتي تمنعهم من الوقوع في الديون.
نعم، عادةً ما تدفع ضرائب على الأرباح. ومع ذلك، يختلف ذلك حسب بلدك. على سبيل المثال، في المملكة المتحدة لا تُفرض عليك ضريبة لأنك لا تشتري الأسهم الفعلية.
لنختتم الأمر
تداول العقود مقابل الفروقات يفتح أمامك عالمًا من الفرص — من تداول الذهب وأسهم التكنولوجيا إلى المراهنة على تقلبات العملات. لكن مع هذه المرونة الكبيرة تأتي مسؤولية كبيرة أيضًا. فالرافعة المالية قد تضاعف أرباحك، لكنها قد تضاعف خسائرك كذلك. إذا كنت مهتمًا، ابدأ بهدوء. تدرّب من خلال حساب تجريبي. تعلّم الأدوات وافهم المخاطر. وتذكّر: لا عيب في الانسحاب من صفقة (أو حتى عدم الدخول فيها من الأساس) إذا لم تكن الاحتمالات في صالحك.
اقرأ أكثر

